• السعودية: منظومة متكاملة للطاقة تخفض الاعتماد على النفط

    17/06/2011

    أبو الفرج: الاستخدام السلمي للطاقة الذرية سيمكّن الدولة من استشراف حاجة المجتمع والتخطيط لتلبيتها بشكل دقيق ومدروس السعودية: منظومة متكاملة للطاقة تخفض الاعتماد على النفط



    نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة خلال مشاركته في ملتقى أبحاث الحج في مكة المكرمة. واس
     
     

    كشف السعودية أمس، عزمها التحول من الاعتماد الكلي على النفط في إنتاج الطاقة إلى امتلاك منظومة متكاملة للطاقة بما فيها الطاقة الذرية والمتجددة.
    وأكد الدكتور وليد حسين أبو الفرج، نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، توجه المدينة لتنفيذ مشروعها الوطني للإسهام في التنمية المستدامة والعمل على تحويل المملكة من دولة تعتمد على النفط إلى دولة تمتلك منظومة متكاملة للطاقة تسهم فيها الطاقة الذرية والمتجددة بدور حيوي فعال؛ لذا جاءت المبادرة للمحافظة على موقع المملكة الريادي على خريطة الطاقة العالمية المستقبلية، وتعزيز متانة اقتصادها الوطني بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة.
    ودعا أبو الفرج، في تصريح صحافي عقب اختتام ملتقى أبحاث الحج في مكة المكرمة، الجامعات كافة للقيام بالأبحاث في مجال تقنيات الطاقة المستدامة، والاستثمار في أحدث تقنيات الطاقة المستدامة وتطويرها وتسويقها لتكون رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني، وتعميق المعرفة العلمية والتقنية، إضافة إلى الأبحاث المتعلقة بالاحتياجات الوطنية الحالية والمستقبلية من الكهرباء والمياه المحلاة، وذلك نتيجة للنمو السكاني. وبيّن أن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية سيمكّن الدولة من استشراف حاجة المجتمع والتخطيط إلى تلبيتها بشكل دقيق ومدروس يزيد من معدل التنمية، ويعطي المملكة القدرة المعرفية حسب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة، ويوفر المواد الضرورية للاستخدامات الطبية وفي المجال الزراعي والصحي والاحتياجات الوطنية.
    وشدد أبو الفرج على أن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية تهدف للمساهمة في التنمية المستدامة في المملكة، وذلك باستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية، وبما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المملكة. وأبان أن المدينة تقوم بدعم ورعاية أنشطة البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في مجالات اختصاصاتها وتحديد وتنسيق أنشطة مؤسسات ومراكز البحوث العلمية في المملكة في هذا المجال، وكذلك تنظيم المؤتمرات المحلية والمشاركة في المؤتمرات الدولية، وتحديد الأولويات والسياسات الوطنية في مجال الطاقة الذرية والمتجددة من أجل بناء قاعدة علمية تقنية في مجال توليد الطاقة والمياه المحلاة وفي المجالات الطبية والصناعية والزراعية والتعدينية، والعمل على تطوير الكفاءات العلمية الوطنية في مجالات اختصاصاتها. وأفاد أبو الفرج، بأن المدينة ستقوم بتنفيذ برامج بحوث علمية تطبيقية في مجال اختصاصاتها سواءً بمفردها أو بالاشتراك مع الغير داخل المملكة وخارجها، وتسعى إلى تحفيز القطاع الخاص لتطوير بحوث المنتجات الطبية والزراعية والصناعية والتعدينية وتوليد الطاقة والمياه المحلاة وترشيد استخدامات الطاقة للمحافظة على الموارد الطبيعية وتحسين كفاءة استخدامها، وكذلك تقديم منح دراسية وبرامج تدريبية لتنمية الكفاءات الضرورية للقيام بإعداد وتنفيذ برامج البحوث العلمية، وإصدار التنظيمات الخاصة بالوقاية من أخطار الإشعاعات الذرية بالنسبة للعاملين المتخصصين وبالنسبة للجمهور. كما أشار إلى أن المدينة تعمل على تشجيع البحوث التي يجريها الأفراد والمؤسسات والهيئات المعنية في الجامعات ومراكز البحوث في المملكة والتي تقرها المدينة عن طريق تقديم المساعدات المالية بمقتضى عقود البحوث المختلفة وتقديم التسهيلات والخبراء والمواد اللازمة للقيام بهذه البحوث، سواء بمقابل أو بغير مقابل، وإنشاء المعاهد اللازمة لتدريب إخصائيين في مجالات النشاط الذري والوقاية الصحية والتعاون مع المؤسسات والمنظمات المماثلة في الدول الأخرى والمنظمات الدولية ومراكز البحوث العالمية.
    وأكد نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، أن المدينة تنظر إلى الشراكة بينها وبين الجامعات السعودية على أنها ركيزة مهمة لبناء القدرة البشرية في مجال البحث والتطوير، مضيفا أن المدينة تخطط للدخول مع الجامعات في مشاريع متعددة، مشددا في هذا السياق على أهمية وجود تحالف قوي بين الجامعات ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة باعتبارها الذراع البحثية للمدينة.
    وأوضح أبو الفرج، أهمية عقد ملتقيات الأبحاث العلمية التي تعد ركيزة أساسية في النمو الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن ملتقى أبحاث الحج والعمرة يعد واحدا من أبرز الملتقيات البحثية التي تجسد دور المملكة في الاهتمام بالبحث العلمي، خاصة أبحاث الحج والعمرة التي تعمل على إثراء العمل بين الجامعات والقطاعات العاملة في الحج والعمرة من أجل بناء منظومة متكاملة من الخدمات المميزة والمتفردة التي تقدم لضيوف الرحمن حتى يؤدوا مناسكهم في أقصى درجات اليسر والأمن والأمان، وهو ما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية